المقدمة:
يقع الأردن في عمق حوض الابيض المتوسط من الناحية الشرقية وجزء مما عرف قديما بالهلال الخصيب حيث يحتضن الأخير مركزي نشوء (حسب ترسيم فافيلوف عام 1924 ) كلا من حوض المتوسط وآسيا الصغرى والذي يعني غنى نوعي في الآباء البرية للمحاصيل الغذائية الممتلكة لجينات المقاومة القابلة للاستخدام لتطوير الأصناف الغذائية محليا وعالميا اضافة الى احتضانه للعديد من السلالات البلدية المتأقلمة عبر العقود في حقول المزارعين.
ونتيجة للغنى النوعي في الغطاء النباتي (حوالي 2500 نوع) و لتواجد تلك الموارد الوراثية الهامة للغذاء والزراعة كانت ومنذ القدم ولا تزال المنطقة هدفا رئيسا للعديد من حملات الاستكشاف وجمع العينات النباتية منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى قرابة منتصف القرن العشرين وذلك من قبل العديد من علماء النبات الأوروبيين والذي نتج عنه مصنفات نباتية غاية في الأهمية وعينات معشبية وبذرية لاتقل أهمية بسبب تفردها بطرز جينية مفقودة النظير حاليا، وتشمل تلك الأنواع الآباء البرية والسلالات المحلية للقمح والشعير والعدس والحمص والعديد من الموارد الهامة للغذاء والزراعة.
ولقد كان العديد من تلك العينات في طريقها الى الضياع لولا قيام المركز الوطني للبحوث الزراعية بصونها وتبويبها حسب الطرق المعيارية المعتمدة عالميا. فالعينات النباتية التاريخية لتلك الموارد المحفوظة في معشبة المركز الوطني كالعدس والحمص والشعير يرجع تاريخ جمعها الى عام 1903 و الأب البري للقمح القاسي ويرجع تاريخ جمعه الى 1913 ومن جهة أخرى فان العينات البذرية الحية المحفوظة في بنك البذور الوطني يرجع أقدمها الى عام 1927 وهي من السلالات البلدية لقمح الخبز، حيث يتم تجديد مادة الأصل بشكل مستمر للمحافظة على حيوية ونقاوة عاليتين.
ولقد تأسس بنك البذور الوطني في المركز الوطني للبحوث منذ عام 1993 حيث يتم حفظ بذور الموارد الوراثية النباتية تحت ظروف التبريد قصيرة الأمد والرطوبة الجوية حيث يحتوي البنك حاليا على أكثر من 4831 مدخل بذري للعديد من الانواع النباتية غالبيتها ذات أهمية عالية في الغذاء والزراعة يتم اكثارها لاستمرار حيوية الأجنة ضمن طرق تضمن الحفاظ على نقاوتها لتكون متاحة للباحثين ومربي النبات داخل وخارج المملكة.تم انشاء، وحدة الاصول الوراثية 1993 وتم تفعيل البنك الوراثي في وحدة الاصول الوراثية عام 1994 بدأ حفظ عينات البذار على درجة حرارة 4 مئوي، وتم تأسيس المعشب النباتي مرافقاَ لإأنشاء وحدة الاصول الوراثيةبنك البذور بالإضافة إلى نظام التوثيق ونظام التوثيق وبدأت مهمات الجمع وإستعادة المدخلات من المؤسسات البحثية العلمية عاموفي عام 1996 تم تغيير اسم وحدة الاصول الوراثية الى مديرية التنوع الحيوي والاصول الوراثية وشهد عام 1999 انطلاقة المحادثات ما بين المركز الوطني متمثلاَ بمديرية التنوع الحيوي والحدائق النباتية الملكية في المملكة المتحدة واللتي انبثق عنها أول اتفاقية تبادل منفعة تم من خلالها وعلى مدى عشرة أعوام عام كان حفظ ما يقارب 800 نوع نباتي بري وبناء قدرات مفصلية للكادر أسهمت بالنهوض بالمديرية فنيا وكبنية تحتية وتضمن التعاون عام إعداد برنامج وطني للأصول للموارد الوراثية وتتضمن مسح الغطاء النباتي الأردني وتوثيقيه وحفظ أنواع نباتية منها النادر أو المهدد بالانقراض بعينات بذرية ومعشبية لتكون مرجعا للمؤسسات الوطنية والعالمية مما يخدم الخطط المستقبلية لحفظ الانظمة البيئية المحلية من التدهور ولتشكل المعلومات المصاحبة ركيزة تبنى عليها الاستراتيجيات الخاصة بحفظ التنوع الحيوي خاصة وأن الاردن يقع ضمن مركزي نشوء للآباء البرية لأنواع نباتية مهمة على مستوى العالم في مجال الأمن الغذائي وعلى رأسها القمح والشعير، تطور العمل مع منطمات ومراكز بحثية عالمية لتطوير المديربة وتم انشاء المعدات اللازمة المعشبة وبنك البذور وبناء قدرات الكادر لتمكينهم من الاتصال مع المؤسسات الداعمة والمهتمة في حفظ التنوع الحيوي والاصول الوراثية الى ان صار الى بناء قدرات لكادر متميز لمزيد من التطوير والتحديث واتباع الاسس العالمية في الحفظ والاستخدام الامثل وبشكل مستدام..
يحتوي البنك الوراثي 4339 عينة بذرية في البنك الوراثي في مديرية التنوع الحيوي، وقد تم توزيع 1921 مدخل
ويهدف بنك البذور الوطني بشكل رئيس إلى صون الموروث النباتي الطبيعي المحلي مع التركيز على الموارد الوراثية الخاصة بالغذاء والزراعة وجعلها متاحة للباحثين محليا وإقليميا وعالميا خاصة مربي النبات
حيث تضم المدخلات موارد وراثية أساسية في عملية التحسين الوراثي ويصاحب بنك البذور معشب نباتي يهدف إلى حفظ عينات معشبية كاملة مجففة للنباتات المجموعة بهدف إثبات النوع وللدراسات التصنيفية ودراسات تغير الغطاء النباتي عبر الزمن.
ويتم توثيق بيانات مدخلات البنك والمعشب من خلال قاعدة بيانات تم تحديثها قريبا لتكون منصة معلومات وتبادل على المستوى المحلي والعلمي
ويقوم البنك والمعشب المصاحب بأداء مهامه بالشراكة مع العديد من الشركاء المحليين والعالميين آخذين بعين الإعتبار متضمنات الإتفاقيات الدولية ذات العلاقة مثل إتفاقية التنوع الحيوي والإتفاقية الدولية للموارد الوراثية للغذاء والزراعة لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية للأمم المتحدة
ولقد تم توقيع إتفاقية بناء بنك البذور الوطني مابين المركز الوطني للبحوث الزراعية والجامعة الهاشمية لتمويل بناء وتجهيز بنك البذور الوطني عام 2020 وتحت رعاية ملكية سامية وذلك للحاجة الملحة لتحديث بنك البذور ضمن أعلى المعايير أمام وتمت مراسم توقيع الإتفاقية في الديوان الملكي العامر.
بنك البذور المرتقب والذي تم طرح عطاءه سيكون بنك بذور وطني ذو بناء مستقل نموذجي يتكون رئيسيا من:
• غرف تبريد قصيرة الأمد 4درجات وطويلة الأمد 20 درجة وغرفة معيارية للتجفيف (حرارة 15-18 و رطوبة نسبية 15%) ومرفقات غرف لتحضير البذور البرية وإدامة حيويتها
• معشب نباتي مرافق يخدم الأهداف ذاتها المذكورة أعلاه ويتكون من حجرة العينات المبوبة وغرفة الدراسات وغرفة الماسح الرقمي عالي الوضوح وغرفه تحميل العينات ومكتبة الموسوعات النباتية والمطويات.
• مختبرات بحثية في مجال فسلجة البذور ودراسات ظروف الحفظ المثلى للبذور
• مختبرات حفظ بالأنسجة (حفظ بطيئ النمو) وتحت النيتروجين السائل ومكتبة جينات.
• غرف هيئة وإدارة.
• بيت زجاجي كامل التحكم
• حديقة علوم نبات
• مساحات مكشوفة للإكثار والتقييم
• مركز زوار
( 85180 بذرة) لغاية بداية عام 2020 الى جهات مهتمة على مستوى الاردن والمنطقة والعالم معظمها جهات بحثية وطلبة دراسات عليا وما زالت المحاولات مستمرة لتطوير ظروف التخزين للمدخلات المخزنة في بنك البذور لتحسين ظروف التخزين بالاعتماد على المقاييس والمعايير العالمية لتخزبن الأصول الوراتية على المدى الطويل والقريب والاستمرار في عملية المراقبة والتقييم للمدخلات والعمل على تطوير استراتيجية البنك الوراثي للتوسع والتركيز على الاصول الوراثية البلدية من كافة المحاصيل لتخدم قطاع المزارعيين وخصوصاَ المزارعيين الريفيين الصغار ليصبح للبنك هدف استراتيجي وتنموي وفي عام 2004 تم تغيير اسم مديرية التنوع الحيوي والموارد الوراثية الى مديرية التنوع الحيوي والنباتات الطبية والعطرية والاصول الوراثية النباتية وتم اقتراح اقسام ثلاثة تتبع لمديرية التنوع الحيوي وهي وحدة الاصول الوراثية النباتية والمعشب النباتي والنباتات الطبية والعطرية والتنوع الحيوي.
الاهداف:
|
1-صون وإتاحة مادة تربية تضم التباين الوراثي للمدخلات المحلية المتعلقة
بالغذاء والزراعة ولإعادة تأهيل النظم البيئية.
2-تقييم الموارد الوراثية وتقديم مادة تربية قابلة للإستغلال والتطوير
لأصناف متأقلمة وللمساهمة بالأمن الغذائي المحلي والعالمي.
3-القيام بأبحاث ظروف الحفظ المثلى للأنواع المحلية وبيئات الإنبات وطرق
الحفظ بالأنسجة والنيتروجين السائل للوصول إلى تغطية أشمل لظروف حفظ سائر
الأنواع المتوطنة والسلالات المحلية.
4-إجراء الدراسات الخاصة بالغطاء النباتي وتغيره وإعادة التأهيل وإدارة
المراعي والغابات.
5-العمل كمركز تبادل للموارد الوراثية إقليميا وعالميا ضمن أطر الإتفاقيات
وبالتنسيق مع الشركاء المحليين والعالميين.
6-توثيق المعلومات الخاصة بالموارد الوراثية داخل وخارج الموئل وإتاحة
المعلومات ذات العلاقة للمستخدمين محليا وعالميا ضمن معايير عالمية. 7-رفع القدرات ونقل معرفة على جميع المستويات.
|